آخر الأخبار
... جاري التحميل

الحلقة 01 لجنة الخطر الدائم

0

ريتشارد بايبس ومنظمة “لجنة الخطر القائم CPDThe Committee on the Present Danger


في الجزء الأول من هذه السلسلة سأتحدث عن المنظمات والشخصيات أو ما يصفه بريجينيسكي بالديناميكية البحتة والقدرة التنافسية المتأصلة للنخب السياسية والاجتماعية الأمريكية والتي هي مكون أساسي لمنظومة ممارسة السلطة الإمبريالية الأمريكية.
هذه المنظمات والشخصيات تم تصميمها بدقة من خلال برنامج متخصص هو برنامج المراكز الفكرية والسياسة الخارجية في منظمة “معهد أبحاث السياسة الخارجية”[1] عام 19899م. من ضمن أدوات  أمريكا للسيطرة على عالم القطب الواحد بعد انتهاء الحرب الباردة.
هذه المنظمات تظهر وتختفي حسب الحاجة، وتضم شخصيات تم اختيارها بدقة لأداء أدوار محددة. معظم تلك الشخصيات تتمتع بدرجة عالية من الخبرة ولديها قدرات عالية على أداء أدوارها بكفاءة.
قبل أن أبدأ بمنظمة مهمة هي منظمة “مشروع القرن الأمريكي الجديد”[2]  Project for the New American Century (PNAC)
تلك المنظمة كان لها دور بارز في الحشد في اجتياح أفغانستان والعراق وبعد انتهاء دورها تم فكها وإعادة تشغيل أعضائها في منظمات ومهام أخرى من ضمن شبكة المنظومة الشيطانية.
سأتناول بعض الشخصيات الرائدة التي مهدت لتكوين تلك النخبة المتميزة التي سيطرت على السلطة الأمريكية والعالم. اليهودي ريتشارد بايبس كان من تلك الشخصيات الرائدة.
السياق الذي ظهر فيه ريتشارد بايبس ورفاقه، كانت أمريكا تمر فيها بمرحلة ما بعد الحرب الفيتنامية وفضائح انتهاكات السي آي أي، وكانت الرغبة المسيطرة على الشعب الأمريكي هي إصلاح تلك الأوضاع ومنع الاعتداء والتدخل الأمريكي في سياسات الدول الأجنبية وإصلاح منظومة الاستخبارات الأمريكية ومراقبة الدولة لميزانيتها وأعمالها. لكن هذا التوجه لم يرضي هذه النخبة المتميزة والتي أُطلق عليها “المحافظون الجدد neoconservatives”. وبالرغم من فوز الرئيس كارتر بالرئاسة (1977 – 1981م.) وتوجهه إلى إصلاح السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، تمكنت هذه المجموعة التي لم تكن تتمتع بشعبية بقدر تمتعها بتنظيم عالي، من أن تعرقل خطط الرئيس كارتر الإصلاحية، وتوجهه إلى المصالحة مع السوفييت، وتشكلت في هذه الفترة سي آي إي موازية تمكنت من التآمر مع دول الخليج والإمارات لإحباط القيود التي فرضها الرئيس على ميزانية وأنشطة السي آي إي من خلال أنشاء بنك التجارة والاعتماد الدولي بتخطيط من كمال أدهم مدير المخابرات السعودية وبتمويل من الشيخ زايد الذي تملك 77% من رأس المال والملياردير السعودي خالد بن محفوظ الذي تملك 20% منه. البنك وفر التمويل اللازم لعمليات السي آي إي القذرة بعيداّ عن رقابة الحكومة الأمريكية. كما قام آلكسندر دي مارونش وكمال أدهم بإنشاء نادي سافاري وهو تحالف بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية والمصرية والسعودية والمغربية والفرنسية (والموساد ولكن هذا غير معلن) لتساعد في تنفيذ العمليات الاستخبارية القذرة للسي آي إي بعيداً عن رقابة الرئيس كارتر والحكومة الأمريكية والمشاريع الإصلاحية للسي آي إي، هذا على المستوى الخارجي. أما على المستوى الداخلي فقد نظم التيار الصهيوني أو المحافظون الجدد أنفسهم واخترقوا كل مؤسسات الدولة : الحزب الجمهوري والديمقراطي والكونغرس والبيت الأبيض والوكالات الاستخبارية والفيدرالية والمجتمع المدني ومجتمع رجال الأعمال ونجحوا في تكوين مجموعة ضغط قوية قادرة على عرقلة الرئيس كارتر ومشاريعه الإصلاحية التي رأوا فيها إضعافاً لأمريكا وتخلياً عن دورها الإمبريالي للسيطرة على العالم وتهديداً للأمن القومي الأمريكي.
في هذا السياق كانت تحركات ريتشارد بايبس ليكون عضواً في مجموعة الضغط التي شكلت السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية واخترقت كل مؤسسات الدولة وسيطرت عليها وفرضت رؤيتها الصهيونية الإمبريالية لأمريكا، ومهدت لإيصال رجالها إلى البيت الأبيض (ريغان، وبوش الأب، وكلينتون وبوش الابن)، وفرضت سياستها الهجومية العدوانية على السياسة الأمريكية، وخاصة ضد العالم العربي والإسلامي والإسلام.
هذه المجموعة الصغيرة من المحافظين الجدد تمكنت من تحويل الإمبريالية الديمقراطية الأمريكية المخادعة إلى عقيدة وعملوا على نشرها بصهينة المجتمع الأمريكي والعالم الغربي والعربي بل العالم أجمع، حتى أصبحت الصهيونية عقيدة يتبناها الكثير من النخب في عالمنا العربي الإسلامي وأصبحت تلك النخب مجندة لتحقيق الأهداف الصهيونية مثلما نراه من العسكر وفئات النخب من إعلاميين وقضاة وعسكر وشرطة وعلمانيين في مصر وغيرها من دول العالم العربي الإسلامي.
في هذه الحلقة سأتكلم عن الأشخاص المرتبطين في العمل من ضمن شبكة المنظمات الصهيونية العدائية التي سيطرت على السياسة الأمريكية
حتى نفهم الطبيعة العدوانية للسياسة الأمريكية الصهيونية وطبيعة هذا المشروع الذي أثر على إدارة الرئيس بوش بشكل كبير
تمكن الصهاينة من تجييش وتجنيد المجتمع الامريكي بدرجة كبيرة في عملية عدائية ضخمة ضد العالم وخاصة ضد الاسلام والمسلمين وهو ما سنراه واضحاً في الحلقات التالية، وهو شيء يمكن تفهمه من دولة تريد السيطرة على العالم وتخشى من لحظة تهاون وغفلة عن أي عنصر مثل الاسلام قد تفقدها زعامتها العالمية الى الابد.
دراسة المنظمات الكثيرة المنتشرة في العمل السياسي الامريكي والشخصيات المكونة لها مفتاح مهم لفهم طبيعة السياسة الأمريكية وكيفية خوضها معركة الوجود الامريكي من أجل السيطرة على العالم، والحفاظ على زعامتها.
كل الشخصيات في الحقيقة مهمة ودراسة كل منها يزيد من كشف الحقيقة والواقع حتى نصل الى صورة واضحة للحقيقة
الشخصية الأولى التي سأبدأ بها هي
ريتشارد بايبس Richard Pipes يهودي والد دانيال بايبس Daniel Pipes وهو أحد الشخصيات  الصهيونية المهمة وسأدرس شخصيته


2
ريتشارد بايبس


              في حلقات قادمة
              كما انني سأتناول فيما بعد بعض المنظمات التي ستظهر لنا أثناء الدراسة مثل:
              لجنة الخطر القائم
            مجلس العلاقات الخارجية
والتي ستتيح دراستها كشف الصورة بطريقة أوضح لندرك كيف تنظر أمريكا للإسلام والمجتمعات العربية والاسلامية وكيف تتمكن من تجنيد العملاء فيها والسيطرة عليها وتوجيهها.
ريتشارد بايبس يهودي من مواليد 1923 م. أكاديمي يهودي بولندي-أمريكي متخصص في التاريخ الروسي، خاصة ما يتعلق بالاتحاد السوفياتي، تبني موقفاً شديد العداوة للشيوعية.  رأس الفريق  (ب)[3] Team B، وهو فريق من المحللين  أنشأته وكالة الاستخبارات المركزية عندما كان بوش الأب رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية في عهد ريغان في أواخر عهود الحرب الباردة، وذلك لتحليل القدرات الاستراتيجية والاهداف العسكرية والزعامة السياسية للسوفييت. وهو والد المؤرخ الأمريكي وخبير السياسة الخارجية الأمريكية والشرق الاوسط دانيال بايبس.
فرت أسرة بايبس من بولندا بعد احتلالها في أكتوبر 1939 م. ووصلت الى الولايات المتحدة في يوليو 1940 م.  ونالت الجنسية الأمريكية عام 1943 م. وخدم ريتشارد في مشاة البحرية. وتزوج عام 1946 م.،  بايبس كان يدرِّس في جامعة هارفارد من 1958 حتى تقاعده عام 1996 م. كان مديراً لمركز الأبحاث الروسية في جامعة هارفارد. عمل كمستشار كبير في مؤسسة ستانفورد للأبحاث[4]  Stanford Research Institute  ما بين 1973 الى 1978 م. في السبعينات من القرن الماضي كان مستشاراً للسيناتور هنري جاكسون


henryjackson
هنري جاكسون


[5]  Henry M. Jackson.  ما بين 1981 الى 1982 عمل كعضو في مجلس الأمن الوطني National Security Council، حيث كان مدير شؤون شرق أوروبا والإتحاد السوفييتي تحت الرئيس رونالد ريغان. بايبس كان عضواً في لجنة الخطر لقائم[6] Committee on the Present Danger ما بين 1977 حتى 1992 م. وفي مجلس العلاقات الخارجية[7]Council of Foreign Relations.
في سبعينات القرن الماضي كان من المنتقدين القياديين لسياسة الانفراج الدولي[8] détente وهو تعبير يُطلق على التحسن الملحوظ في العلاقات الدولية وإبعاد شبح الحرب، أو هي السياسة التي اٍتبعتها المعسكرات – معسكرات القوتين العظمتين أمريكا وروسيا –  بعد اٍنتهاء أزمات الحرب الباردة خاصة بعد الستينات للتخلص من شدة الضيق الذي وصل إليه العالم، والتي وصفها بأنها “مُلهَمة من القصور الفكري وتعتمد على جهل الفرد بخصومه وبذلك يكون أحمق بالفطرة”.
من أهم الأدوار التي قام بها بايبس هو تشكيل فريق من المحافظين الجدد (الصهاينة) لاختراق جهاز الإستخبارات الأمريكية بالكامل والاطلاع على كل أسراره ووثائقه بدون استثناء بحجة أن الجهاز لا يقوم بدوره في تحليل المعلومات الاستخبارية كما يجب وبالتالي يهون من الخطر السوفيتي ويتسبب في تضليل السياسة الأمريكية وتعريض الأمن القومي الأمريكي للخطر. بوش الأب هو الذي مكن ريتشارد بايبس من اختراق السي آي إي وجورج بوش من رجال المحافظين الجدد تم زرعه على رأس الجهاز من قبل دونالد رامسفيلد[9] وهو أيضاً من رجال المحافظين الجدد (الصهاينة) عمل في البيت الأبيض ما بين 1974 – 19755 وسيطر على البيت الأبيض وعلى الرئيس جيرالد فورد وعمل وزيراً للخارجية ما


220px-rumsfeld1
دونالد رامسفيلد 


  بين 1975 – 1977م. ثم وزيراً للدفاع ما بين 2001 – 2006 في عهد الرئيس بوش الإبن.
   من المنظمات التي عمل من خلال ريتشارد بايبس منظمة :”لجنة الخطر القائم”، ومنظمة “مجلس             العلاقات الخارجية”
   وهما منظمتان من شبكة “المنظومة الشيطانية”، المنظمتان لهما دور في صهينة النخب والمجتمعات   في أمريكا والعالم وخدمة أهداف الصهيونية والإمبريالية الديمقراطية الأمريكية. في هذه الحلقة سأتكلم عن   منظمة لجنة الخطر القائم
هناك ملحوظة هامة قبل استعراض المعلومات عن هاتين المنظمتين
العمل الديبلوماسي الامريكي هو عمل عدائي من الدرجة الاولى، وهو أهم من العمل العسكري المباشر
وزارة الخارجية ووزارة الدفاع تشتركان في إعلان الحروب على العالم وتحقيق الانتصار بقهر الشعوب وإخضاعها. المستوى الأول من الحرب هو الحرب الديبلوماسية حيث يكون الهدف هو تحقيق النصر بدون خسائر وبطريقة ناعمة. العمل العسكري يبدأ بعد تعذر تحقيق النصر بالقوة الناعمة والعمل الديبلوماسي ويكون دائماً بديل مكروه بعد الفشل في تحقيق النصر بالطرق الديبلوماسية والاستخبارية.
لذلك تأتي أهمية المنظمات المهتمة بالسياسة الخارجية والتي تُعتبر حقيقة وحدات قتالية في جيش كبير الغرض منها اختراق العالم والسيطرة عليه.
نتوقف الآن للتعرف على لجنة الخطر القائم، ثم مجلس العلاقات الخارجية في الحلقة القادمة
لجنة الخطر القائم (CPD)The Committee on the Present Danger:
مجموعة الخطر القائم، هي عبارة عن لجنة يتم تشكيلها عند اللزوم ثم يتم تفكيكها عند زوال الحاجة ويُعاد تشكيلها مرة أخرى بأهداف متجددة حسب نوع الخطر الذي تواجهه الولايات المتحدة في كل حالة.
تم تشكيل اللجنة أثناء الحرب الباردة
وأعيد تشكيلها لمحاربة الاسلام تحت مُسمى “الحرب على الإرهاب” تلك الحرب التي اخترعتها الولايات المتحدة من أجل السيطرة أحادية القطب عل العالم ولمحاربة الاسلام والمجتمعات الاسلامية والقيم الاسلامية التي تراها في الوقت الراهن هي الخطر الذي يهدد السيطرة أحادية القطب على العالم.
لجنة الخطر القائم هي مجموعة تعمل لتحقيق مصلحة السياسة الخارجية الأمريكية. هدفها الحالي الوحيد المعلن هو “تقوية القرار الأمريكي لمواجهة التحدي المقدم من الإرهاب والإيديولوجيات (الاسلام طبعاً) التي تقوده” من خلال:
“التعليم والتربية education
والتثقيف
والمناصرة advocacy “
(نلاحظ هنا أن استراتيجية الحرب اختلفت عن الاستراتيجيات المتبعة لمحاربة الشيوعية في الحرب الباردة،)
 المجموعة تكونت أو تجسدت ثلاث مرات – في عقود الخمسينات والسبعينات من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي العشرين، وكان لها نفوذاً على إدارة إيزنهاور وكارتر وريغان وجورج بوش وظلت ناشطة حتى عام 2008 م.
المجموعة عبارة عن مجموعة ضغط حتى تنفذ واشنطن ما تراه ضرورياً لمواجهة خطر قائم محسوس على الولايات المتحدة وعلى مجال نفوذها[10] sphere of influence.
اللجنة أسسها تريسي فورهيس[11]  Tracy Voorhees عام 1950 م.، لتطوير الخطط المقترحة من تقرير مجلس الأمن القومي رقم 68[


dean_g-_acheson_u-s-_secretary_of_state
دين أتشيسون


12] (NSC-68)المُعد بمعرفة بول نيتشة[13] Paul Nitze ودين آتشيسون[14] Dean Acheson.
هذا التقرير الصادر من مجلس الأمن الوطني كان عالي السرية، صدر في 14 أبريل 1950 م.، خلال رئاسة هاري ترومان. وهو من أهم التقارير المتعلقة بالحرب الباردة. شكل التقرير الى درجة كبيرة السياسة الخارجية الأمريكية خلال الحرب الباردة في العشرين عام التالية لصدوره، وتضمن قراراً بإعطاء تطبيق سياسة الإحتواء[15]Containment ضد التمدد الشيوعي  أولوية عليا. الاستراتيجية  المحددة في التقرير حققت في النهاية النصر بانهيار الاتحاد السوفياتي وظهور “نظام العالم الجديد[16] new world order” القائم على القيم الأمريكية الليبرالية الرأسمالية وحدها. النص السري تم الكشف عنه عام 1975 م.
لجنة الخطر القائم بالإضافة الى ضغطها على الحكومة بشكل مباشر كانت تسعى أيضاً للتأثير على الرأي العام من خلال الحملات الإعلانية، خاصة من خلال برنامج مُذاع على إن بي سيNBC عام 19511 م. هذه الدورة للجنة انحلت عام 19533 م. عندما مُنح زعماؤها مناصب في إدارة الرئيس إيزنهاور، لتنفيذ سياساتهم.
المرة الثانية لانعقاد اللجنة كانت لمنع محاولات التقارب مع الشيوعيين والتي تبلورت في سياسة الانفراج واتفاقيات تقليل التسلح، والتي رأى فيها المهيمنون على السياسة الامريكية تخلياً عن السياسة العدوانية الامريكية وهو ما رأوه إضعافاً للإمبراطورية الامريكية والقضاء على تفوقها وصدارتها للعالم، ولذلك تحركوا سريعاً لمنع هذه المحاولات والدفع مرة أخرى الى السياسة العدوانية ومواصلة الحرب الباردة بدون توقف حتى تحقيق النتيجة النهائية (التي لا يقبلون غيرها) للحرب بانهيار الاتحاد السوفيتي والشيوعية الى الأبد. وهذا يظهر لنا طريقة التفكير الامبريالية للولايات المتحدة والرغبة الكامنة والمسيطرة على موجهي السياسة فيها بتحطيم أي قوة عالمية مواجهة لها وعدم القبول بالتعايش معها أبداً، نفس الأمر يحدث اليوم مع الاسلام، فالإسلام بقدراته الإصلاحية الشمولية العالمية يمثل خطراً قائماً على وجود الامبراطورية الغربية الامريكية، ولذلك فالحرب عليه اليوم هي حرب لا يمكن ان تنتهي الا كما انتهى حال الاتحاد السوفياتي والشيوعية، بانهيار قيمه وتغييرها وإعادة بنائه من جديد على القيم الغربية المتأمركة وهذا قريب مما صرح به السيسي من ان الخطاب الإسلامي يجب ان يتغير وانه هو الذي يحدد الاسلام وقيمه، السيسي هنا يتكلم بصفته مفوض غربي لتنفيذ مهمة مُكلف بها من أسياده الغربيين وربما تُعتبر هذه المهمة (المقدسة) أهم هدف تسعى إليه أمريكا من خلال حربها المزعومة على الإرهاب (الإسلام وقيمه وأصوليته). بالأمس ألغت المغرب سورة الفتح وآيات الجهاد من مناهج التعليم وهذا هو نفس ما يدعو اليه السيسي اليوم وهو نفس المطلب الأمريكي الصهيوني الغربي.
ثم أُعيد تكوين اللجنة سراً عام 1976 م. للتأثير على المرشحين الرئاسيين ومستشاريهم. وبعد أن فاز كارتر، ظهرت اللجنة للعلن مرة أخرى وقضت الأربعة أعوام التالية للضغط خاصة ضد سياسة الانفراج الدولي détente وإتفاقية سولت 2[17] (SALT II). قرارات اللجنة العدائية الهجومية hawkish أثرت في التقارير المستقبلية لوكالة الاستخبارات المركزية حول التهديد السوفياتي. هذه الدورة الثانية للجنة قدمت 33 موظف كبير في إدارة رونالد ريغان، منهم ويليام كاسي


william-casey
دين أتشيسون


      [18]William Casey  مدير الاستخبارات المركزية، ريتشارد آلن[19]Richard V.   Allen مستشار ا لأمن الوطني، جين كيركباتريك[20] Jeane Kirkpatrick سفيرة الولايات             المتحدة في الأمم المتحدة،           جون لهمان[21]John Lehman سكرتير البحرية، جورج                شولتز[22] George Shultz وزير               الخارجية وريتشارد بيرلي[23]

        Richard Perle مساعد وزير الدفاع، كما أن ريغان نفسه أصبح عضواً في اللجنة عام 19799 م. .
في يونيو 2004 م.، عادت اللجنة للتشكل للمرة الثالثة، لمواجهة الحرب على الإرهاب (الإسلام). واستمر هذا التجسد




richard-perle
ريتشارد بيرلي


الثالث للجنة نشطاً حتى عام 2008 م.
هذه الدورة الثالثة للجنة الخطر القائم هي التي نعيش آثارها ويُعتبر السيسي وميليشياته جزء منها، جزء من الحلول التي وضعتها اللجنة للقضاء على الإرهاب (الإسلام وإيديولوجياته الخطيرة على الولايات المتحدة)
المهمة من الدورة الثالثة للجنة كما هو مذكور في الصفحة الرئيسية على موقع اللجنة الالكتروني:
The Committee on the Present Danger is a non-partisan organization with one goal – to stiffen American resolve to confront the challenge presented by terrorism and the ideologies that drive it.
لجنة الخطر القائم هي منظمة غير حزبية لها هدف واحد – تقوية القرار الأمريكي لمواجهة التحدي المتمثل في الإرهاب والإيديولوجيات (الإسلام الصحيح طبعاً، يعني الإسلام السني) التي تقوده
الخطر القائم كما هو مذكور في الصفحة الرئيسية للموقع الالكتروني للجنة:
The “danger” we face – which was “present” well before most Americans realized it on September 11, 2001 – is the determination of militant Islamists to impose their totalitarian views on, first, the Muslim world, and, then, the world at large.
الخطر الذي نواجهه –  الذي كان “قائماً” قبل أن يدركه معظم الأمريكيين في 11 سبتمبر 2001 – هو عزم المجاهدين الإسلاميين على فرض أراءهم الشمولية أولاً على العالم الإسلامي، ثم على العالم أجمع (الخلافة الإسلامية)
لا يجب أن نتعجب عندما نجد سعد إبراهيم مدير مركز ابن خلدون وواحد من أهم مدبري الانقلاب في مصر وموشى يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي


saad-ibrahim
سعد ابراهيم


من أعضاء اللجنة الدوليين

     ولا أن نجد السيسي في خطابه أمام الأمم المتحدة يصرح من أنهم لم يقوموا بالانقلاب إلا لأن           الإخوان كانوا يسعون الى إعادة الخلافة الإسلامية، لأن السيسي ببساطة هو جزء من المنظومة     الصهيونية الشيطانية لضرب الإسلام، وهو أحد الحلول المقترحة من مثل هذه المنظمة – استخدام     القوة العسكرية والانقلابات العسكرية للتصدي للإسلام والقضاء عليه بقهر أنصاره وقهر أنصار       مشروع الإسلام السياسي – عدو أمريكا واليهود الأول
ولا من صناعة أمريكا لنموذج مشوه للخلافة – (داعش هي أيضاً جزء من المنظومة الأمريكية لضرب مشروع الخلافة مشروع الإسلام السياسي الحقيقي، وذلك بتقديم مشروع فاشل ومشوه لضرب المشروع الناجح للإسلام السياسي الذي قدمه الإخوان ونجح في تركيا وكانت فرص نجاحه في مصر قوية) – لتحارب به الخلافة الصحيحة الراشدة التي كان من الممكن أن يقدمها الإخوان، نموذج عصري قادر على التعامل مع العصر والتفوق والازدهار، ثم تقوم بحشد دولي لضرب هذا النموذج المشوه للخلافة حتى تقضي على هذا الأمل الذي يراود المسلمين في كل العالم وتفرض عليهم نموذجها العلماني ونموذجها للدين الإسلامي الصهيوني الوسطي الجميل،  الذي طورته ليناسب هيمنتها على العالم وعلى الشعوب العربية والإسلامية.
تلك الأحداث التي نعيشها هي جزء من حرب شاملة على الإسلام، وأفكار نشأت في مثل هذه المنظمات حول أخبث الوسائل التي يمكن استخدامها للقضاء على الإسلام.
في يونيو 2004 م. أفادت جريدة ذي هيل أن التجسيد الثالث للجنة الخطر القائم تم التخطيط له لمواجهة الحرب على الإرهاب (الإسلام). رئيس اللجنة بيتر هانافورد


hannaford
بيتر هانافورد


[24] Peter D. Hannaford مستشار الرئيس ريغان للعلاقات العامة سابقاً فسر  ذلك بقوله: “لقد رأينا توازياً” بين التهديد السوفياتي وتهديد الإرهاب (الإسلام). الرسالة التي ستنقلها اللجنة من خلال ضغطها، العمل الإعلامي والمؤتمرات هي أننايجب أن نفوز في الحرب على الإرهاب (كما انتهت الدورتين السابقتين بتفكيك  الاتحاد السوفياتي فهذه الدورة يجب أن تنتهي بتفكيك الاسلام وتفكيك العالم الاسلامي وتغيير ايديولوجياته، هكذا تفكر امريكا تفكيراً امبراطوريا لا يقبل بتواجد أي قوة أو فكرة مستقلة معارضة لها يمكن أن تكبر لو تُركت، ويجب أن تستمر في حالة  حرب شاملة تستخدم فيها كل الوسائل والأدوات حتى تحقق هدفها ويزول الخطر التي تراه يهدد تواجدها الامبراطوري ).
من بين الاعضاء المشاركين في التجسيد الثالث للجنة لاري هاس[25] Larry Haas، مستشار آل جور نائب الرئيس للسياسة، السيناتور جوزيف ليبرمان[26] Joseph I. Lieberman (يهودي)،




haas
لاري هاس


     جيمس وولسي[27] R. James Woolsey, Jr. مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق،  روبرت        ماكفرلان[28] Robert C. McFarlane مستشار الأمن القومي السابق في عهد ريغان                        ،والديبلوماسي ماكس كامبلمان[29] Max Kampelman (يهودي). والسيناتور جون كيل[30] Jon         ، بالإضافة الى أعضاء آخرين مثل المؤلفة لوري ميلروي[31] Laurie Mylroie، الكاتب اليهودي           نورمان بودهوريتز[32] Norman Podhoretz، مساعد وزير الدفاع السابق فرانك                            جافني[33] Frank Gaffney، الكاتبة دانيال بليتكا[34] Danielle Pletka وغيرها من المشاركين         من مؤسسة المشروع الأمريكي[35] American Enterprise Institute، ومؤسسة هريتاج              [36] Heritage Foundation، ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية[37] American-





a653_laurie_mylroie_2050081722-10694
لوري ميلروا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © الراوي